أعلنت وزارتا الثقافة والتعليم عن إطلاق مشروع طموح تحت مسمى “أكاديمية الفنون والثقافة”، يهدف إلى اكتشاف المواهب الثقافية والفنية في صفوف طلاب التعليم العام وتأهيلهم بشكل شامل ومتكامل ابتداءً من العام الدراسي 1447هـ/1448هـ. يأتي هذا المشروع كخطوة استراتيجية لتعزيز الجانب الثقافي والإبداعي لدى الطلاب، من خلال دمج برامج ثقافية غنية ومتنوعة مع المنهج الدراسي الأساسي المعتمد من وزارة التعليم، مما يضمن توفير بيئة تعليمية شاملة تلبي حاجات النمو العقلي والفني في آن واحد.
تعمل الأكاديمية على تقديم جدول دراسي متكامل يتوزع على فترتين خلال اليوم الدراسي، حيث تكون الفترة الصباحية مخصصة لتلقي الدراسة الأكاديمية لمواد التعليم الأساسية التي تركز على تنمية المهارات الأكاديمية والمعرفية اللازمة للطالب، أما الفترة المسائية فتخصص بالكامل للبرامج الثقافية والفنية التي تهدف إلى صقل مواهب الطلاب وتنمية قدراتهم الإبداعية في مجالات متعددة مثل الفنون البصرية، الأدب، المسرح، الموسيقى، وغيرها من الأنشطة الثقافية التي تعزز من الحس الفني والذوق الجمالي لديهم، مما يخلق توازنًا فريدًا بين التعليم التقليدي والتربية الثقافية.
كما أعلنت الوزارتان أن الأكاديمية ستبدأ عملها بفروعها في مدينتي الرياض وجدة، تمهيدًا لوضع نموذج يمكن تعميمه مستقبلاً على باقي مناطق المملكة. هذا المشروع الجديد لا يسعى فقط إلى رفع مستوى المهارات الفنية بل أيضًا إلى إرساء قاعدة قوية من الوعي الثقافي لدى أجيال المستقبل، حيث يعتبر الاستثمار في المواهب والشباب أحد أبرز الطرق لترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز الحوار الثقافي والابتكار. من خلال هذا التعاون بين الوزارتين، يأمل القائمون على الأكاديمية في خلق مسارات تعليمية محفزة تحفز الطلاب على الإبداع وتوسع مداركهم، إضافة إلى تحفيز المشاركة المجتمعية في دعم الفنون والثقافة.
ويأتي إطلاق الأكاديمية في إطار جهود المملكة لتطوير منظومة التعليم وتشجيع دمج الفنون والثقافة ضمن المناهج التعليمية بأساليب مبتكرة تلائم متطلبات العصر وتطلعات الطلاب، مع الأخذ في الاعتبار أهمية توفير بيئة تعليمية متوازنة تجمع بين التخصص الأكاديمي والتطوير الإبداعي لضمان إعداد كوادر قادرة على الاندماج في المجتمع بثقة وتحقيق طموحاتهم في مجالات إبداعية تساهم بشكل فاعل في مسيرة التنمية الثقافية والفنية في المملكة. يعد هذا المشروع نقلة نوعية في المشهد التعليمي والثقافي بالمملكة، ويعكس الالتزام برؤية شاملة تدعم بناء شخصية متكاملة متسلحة بالمعرفة والمهارات الإبداعية التي تفتح أفقًا واسعًا لمستقبل مشرق للطلاب والمجتمع على حد سواء.