أعلنت وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية عن تحقيق تقدم كبير في جهودها المستمرة للتصدي لمرض التهاب الكبد الفيروسي، وذلك من خلال تنفيذ حملات وطنية موسعة للفحص والكشف المبكر، حيث تجاوز عدد الفحوصات المجراة حاجز الـ19 مليون فحص على مستوى المملكة. وتأتي هذه الأرقام ضمن إطار الاستراتيجية الصحية التي تتبناها الدولة بهدف الحد من انتشار الفيروسات الكبدية، والتي تشكل تهديداً صحياً عالمياً إذا لم يتم التعامل معها بشكل جاد ومنهجي.
وتمكنت الوزارة، بفضل هذه الجهود المكثفة، من تحقيق نتائج إيجابية وملموسة تمثلت في ارتفاع نسب التشخيص المبكر للحالات، وتوفير الرعاية الطبية اللازمة للمصابين، مما أدى إلى وصول نسبة الشفاء إلى أكثر من 95%، وهي نسبة تُعد من بين الأعلى عالمياً وتعكس فعالية البرامج الصحية المعتمدة في المملكة. وتعتمد هذه البرامج على أحدث البروتوكولات العلاجية المعتمدة دولياً، إلى جانب التوسع في حملات التوعية والتثقيف الصحي للمواطنين والمقيمين، لرفع مستوى الوعي العام حول خطورة المرض وأهمية الوقاية منه.
كما ركزت الوزارة على تعزيز البنية التحتية للمختبرات والمراكز الصحية المتخصصة، وتوفير الكوادر الطبية المؤهلة والمدربة، بالإضافة إلى دعم جهود البحث العلمي والتقني لتطوير أساليب التشخيص والعلاج. وتسعى الوزارة من خلال هذه الجهود إلى تحقيق هدف وطني يتمثل في القضاء الكامل على التهاب الكبد الفيروسي كتهديد صحي بحلول عام 2030، تماشياً مع أهداف منظمة الصحة العالمية ومع رؤية المملكة 2030 التي تضع صحة المواطن في مقدمة أولوياتها.
ويُعد هذا الإنجاز دليلاً واضحاً على التزام المملكة بالتصدي للأمراض المزمنة والمعدية على حد سواء، وتحقيق مستويات متقدمة من جودة الحياة والرعاية الصحية، بما يسهم في بناء مجتمع صحي وآمن.