أعرب الاتحاد الأوروبي عن ترحيبه الكبير بقيادة كل من المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية للمؤتمر الدولي المرتقب المتعلق بالقضية الفلسطينية، واصفًا هذه الخطوة بأنها تمثل مبادرة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ليس فقط على صعيد توقيتها الدقيق، بل أيضًا من حيث رمزية الطرفين اللذين يتشاركان رئاسة هذا المسار الجديد.
وأكد الاتحاد الأوروبي في تصريحاته أن اختيار السعودية وفرنسا لترؤس هذا المؤتمر يعكس رغبة المجتمع الدولي في إيجاد مخرج عادل ومنصف للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خصوصًا في ظل التصعيدات المستمرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، والمعاناة الإنسانية المتفاقمة التي يمر بها قطاع غزة. ورأى الاتحاد في هذه المبادرة بارقة أمل حقيقية، كونها تجمع بين ثقل السعودية السياسي والديني والإقليمي، والدور الأوروبي المحوري الذي تمثله فرنسا داخل الاتحاد الأوروبي وعلى الساحة الدولية.
وأضاف الاتحاد أن هذه الخطوة التاريخية يمكن أن تشكل نقطة تحول محورية في الجهود الرامية إلى إحياء عملية السلام المتعثرة منذ سنوات طويلة، من خلال إطلاق مسار سياسي جديد يتسم بالجدية والوضوح، ويستند إلى أسس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، مع ضمان إشراك كافة الأطراف المعنية في صنع الحل وتحديد ملامحه.
وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أن العالم يقف أمام لحظة فارقة تتطلب التكاتف الدولي لإعادة إحياء مبدأ حل الدولتين، الذي بات يتعرض لخطر التآكل مع استمرار سياسات الاستيطان والانتهاكات بحق الفلسطينيين، مشددًا على أن هذا المؤتمر لا يجب أن يكون مجرد حدث دبلوماسي، بل بوابة نحو التزام دولي حقيقي يضع حداً للمعاناة ويمنح الفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم المستقلة على أرضهم.
كما شدد الاتحاد على ضرورة دعم هذه المبادرة بكافة السبل السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، بما في ذلك تسريع جهود الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل مزيد من الدول الأوروبية، ووقف كافة الممارسات التي تعرقل أي مسار تفاوضي جاد. واعتبر أن وجود شراكة بين السعودية وفرنسا في هذا المؤتمر يعطيه بعدًا توافقيًا يجمع بين الشرق والغرب، ويخلق توازنًا في الطرح، ويمنحه شرعية دولية موسعة تعزز من فرص نجاحه.
واختتم الاتحاد الأوروبي بيانه بدعوة المجتمع الدولي إلى عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية، والعمل الجاد من أجل ضمان خروج المؤتمر بنتائج ملموسة تسهم في إعادة الأمل للمنطقة، وتضع الأساس الفعلي لتسوية عادلة ودائمة، تحقق الأمن والاستقرار لشعوب الشرق الأوسط.