شهدت الحرم المكي الشريف أجواءً مهيبة مع أداء حجاج بيت الله الحرام لطواف القدوم، حيث تجمّع الآلاف من الحجاج من مختلف أنحاء العالم حول الكعبة المشرفة لأداء هذا الركن الأول من مناسك الحج بكل يسر وسهولة، في مشهد يعكس روحانية عالية وطمأنينة تملأ القلوب. وقد تميز هذا الطواف بتنظيم محكم وتدابير أمنية وصحية متكاملة ساهمت في تسهيل حركة الحجاج وضمان سلامتهم، مما أتاح لهم فرصة التركيز الكامل على العبادة والتقرب إلى الله عز وجل.
وقد أظهرت الصور التي التقطها المصور رائد المالكي لحظات مميزة من هذا الطواف، حيث بدا الحجاج في حالة من الخشوع والتأمل، وهم يدورون حول الكعبة المشرفة متوجهين بقلوبهم وأرواحهم إلى الله، متبعين سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أداء هذا الركن العظيم. ويعكس هذا المشهد وحدة المسلمين وتلاحمهم في بيت الله الحرام، حيث يجتمعون من مختلف الجنسيات والثقافات في مكان واحد، يحملون في قلوبهم نفس الإيمان والهدف السامي.
وقد حرصت الجهات المنظمة على توفير كافة التسهيلات للحجاج، من خلال توزيع فرق الدعم والإرشاد في مختلف أرجاء الحرم، بالإضافة إلى استخدام أحدث التقنيات لتنظيم حركة الطواف وتجنب الازدحام، مما ساعد على انسيابية الأداء وراحة الحجاج. كما تم تطبيق الإجراءات الصحية اللازمة لضمان سلامة الجميع، في ظل الظروف الصحية العالمية، مما أضاف بعداً إضافياً من الاطمئنان والراحة النفسية للحجاج أثناء أداء المناسك.
ويعد طواف القدوم من أولى خطوات الحج التي يبدأ بها الحاج رحلته الروحية، وهو بمثابة إعلان الدخول في موسم الحج، حيث يبدأ الحاج بالتوجه إلى بيت الله الحرام ليجدد نية الطاعة والتقرب إلى الله. ويؤكد هذا الطواف على أهمية التوبة والرجوع إلى الله، ويدعو الحاج إلى التواضع والخضوع أمام عظمة الخالق، مستشعراً عظمة المكان وقدسيته.
وفي هذا السياق، عبر العديد من الحجاج عن سعادتهم وامتنانهم لتيسير أداء المناسك، مؤكدين أن الأجواء الروحانية والتنظيم المتميز ساعدتهم على الشعور بالسكينة والطمأنينة، مما جعل تجربتهم في الحج أكثر عمقاً وتأثيراً في نفوسهم. كما أعربوا عن شكرهم للجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المختصة في خدمة ضيوف الرحمن، والتي تعكس حرص المملكة العربية السعودية على توفير أفضل الظروف لأداء مناسك الحج بكل يسر وأمان.
وفي الختام، يظل طواف القدوم لحظة مميزة في حياة كل حاج، حيث يبدأ بها رحلة روحية فريدة تحمل في طياتها معاني الإيمان والتقوى، وتؤكد على وحدة المسلمين في رحاب بيت الله الحرام، وتفتح أبواب الرحمة والمغفرة أمام كل من يقصد هذا المكان المقدس بقلب خاشع ونية صادقة.