بعد أن أطلق مسلحون مجهولون رصاصهم تحت جنح الظلام، مساء أمس الجمعة، نحو الصحافي العراقي، أحمد عبد الصمد، ليلفظ أنفاسه في عين المكان، في المدينة التي يتحدر منها، نشر مرصد الحريات الصحافية في العراق فيديو للقتيل يؤكد فيه تعرضه للتهديدات.

وفي التفاصيل، كشف أحمد في الفيديو الذي أرسله سابقاً للمرصد عن تعرضه “لتهديدات يتلقاها من ميليشيات بسبب تطرقه لانتقاد إيران في تغطياته الصحافية للتظاهرات في المدينة”.

وقال عبد الصمد في الفيديو الخاص، الذي وثقه قبل اغتياله بأسبوعين، إنه كان يتلقى “تهديدات مبطنة بسبب تجاوزه “خطوطاً حمراء تتعلق بإيران والميليشيات المسلحة والأحزاب في البلاد”.

يذكر أن مسلحين مجهولين أقدموا مساء الجمعة على إطلاق النار على أحمد عبد الصمد، مراسل قناة دجلة، بالإضافة إلى المصور صفاء غالي، عقب انتهائهما من تغطية الاحتجاجات وسط مدينة البصرة جنوب العراق

ولقي المراسل عبد الصمد حتفه في موقع الهجوم، بينما توفي المصور غالي بعد نقله إلى المستشفى.

إلى ذلك، نظم أهالي البصرة، السبت، تشييعاً رمزياً للمغدورين، وتوافد المحتجون في مسيرة من منطقة الحكيمية إلى ساحة الاعتصام في المدينة.

تشييع رمزي في محافظة البصرة

آخر تغريدة

وكان الصحافي القتيل كتب في في آخر تغريدة له على تويتر: “ليس غريباً أن تقوم ابنة المقتول (قائد فيلق القدس الإيراني قاسم) سليماني، بمناشدة (زعيم حزب الله اللبناني)، حسن نصر الله، بالأخذ بثأر والدها ولم تناشد (المرشد الإيراني علي خامنئي).. فإيران تستغل كل شيء من أجل الحرب بالوكالة دون أن تخسر”.

وعرف عبد الصمد بانتقاده الدائم للتدخلات الإيانية في شؤون بلاده، كما لبعض الأحزاب السياسية في البلاد، كما عرف عنه تأييده للتظاهرات التي انطلقت في العراق منذ الأول من أكتوبر الماضي، مطالبة بالتغيير السياسي.

الصحافي أحمد عبد الصمد المصور صفاء غالي

نقابة الصحافيين تستنكر

من جانبها، أدانت نقابة الصحافيين العراقيين اغتيال الصحافيين الاثنين.

وذكرت النقابة، في بيان، أن هذا الحادث الإجرامي يأتي في مسلسل استهداف الصحافيين والإعلاميين وأصحاب الكلمة الحرة الذين يؤدون واجبهم الوطني والمهني.

كما طالبت قائد عمليات البصرة وقائد شرطة البصرة بالكشف عن الجناة وملاحقتهم وتقديمهم إلى العدالة.

في حين أمر قائد عمليات البصرة الفريق الركن قاسم نزال، بفتح تحقيق في الحادث. وقال في بيان مقتضب: وجهنا بفتح تحقيق باغتيال الصحافيين بالمحافظة، مضيفاً: سنكشف عن الجناة.

يشار إلى أن الناشطين في الاحتجاجات من صحافيين وطلاب ومحامين وغيرهم يتعرضون منذ أشهر إلى هجمات منسقة من عمليات اغتيال واختطاف وتعذيب، إلا أن وتيرة الاستهداف تصاعدت بصورة كبيرة في الأسابيع الأخيرة.