“البحر الأحمر الدولية” تعلن عن اكتشاف مستعمرة مرجانية نادرة بعمر 8 قرون في مياه وجهة “أمالا” بالساحل الشمالي الغربي للمملكة

أعلنت شركة البحر الأحمر الدولية، المطوّرة لأبرز المشاريع السياحية المستدامة في المملكة العربية السعودية، عن كشف علمي استثنائي يتمثل في اكتشاف مستعمرة مرجانية ضخمة من نوع “بافونا” داخل مياه وجهة “أمالا” على الساحل الشمالي الغربي للمملكة، حيث يُقدّر عمر هذه المستعمرة بنحو 800 عام، مما يجعلها واحدة من أقدم النظم البيئية المرجانية المكتشفة عالميًا. يُمثّل هذا الاكتشاف إضافة نوعية للتراث البيئي السعودي، ويعكس التنوع الحيوي الفريد الذي تتمتع به مياه البحر الأحمر، والذي يُعدّ أحد أهم مقومات الجذب السياحي البيئي في المنطقة.  

جاء الاكتشاف خلال عمليات المسح البيئي الدقيق التي تجريها فرق الشركة المتخصصة بالتعاون مع علماء الأحياء البحرية، حيث تُظهر المستعمرة المقاومة الاستثنائية للتغيرات المناخية، مما يقدم نموذجًا علميًا لدراسة تكيّف الكائنات البحرية مع ارتفاع درجات حرارة المحيطات. ومن المتوقع أن تتحول هذه المستعمرة إلى نقطة جذب رئيسية لعشاق الغوص والبحث العلمي بعد افتتاح وجهة “أمالا” السياحية المقرر في 2025، والتي تتبنى معايير الاستدامة البيئية كأولوية في خططها التطويرية.  

تندرج هذه المبادرة ضمن استراتيجية الشركة الرامية إلى التوفيق بين التنمية السياحية الفاخرة والحفاظ على الموائل الطبيعية، حيث تعمل على توثيق التفاعل بين المشاريع العمرانية والأنظمة البيئية عبر منصات مراقبة ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. كما تُولي “البحر الأحمر الدولية” اهتمامًا خاصًا بإدراج المواقع الطبيعية المكتشفة ضمن مساراتها السياحية، مع ضمان حمايتها عبر تشريعات صارمة تحدّ من الأنشطة البشرية المؤثرة على التوازن البيئي.  

يُذكر أن وجهة “أمالا” تشكل جزءًا من رؤية المملكة 2030 لتنويع القاعدة الاقتصادية، حيث تُصمم كمنتجع صحي فاخر يدمج بين الخدمات العلاجية المتطورة والطبيعة البكر، مع التركيز على سياحة الاستجمام المستدامة. ويشمل المشروع حماية أكثر من 144 نوعًا مرجانيًا مسجلًا في المنطقة، إضافة إلى إنشاء محميات بحرية متكاملة تدعم تكاثر الكائنات المهددة بالانقراض.  

تستند الشركة في نهجها البيئي على شراكات استراتيجية مع منظمات دولية متخصصة في الحفاظ على المحيطات، حيث تعمل حاليًا على تطوير برامج لمراقبة صحة الشعاب المرجانية عبر تقنيات الاستشعار عن بُعد، مع إشراك المجتمعات المحلية في جهود الرصد والحماية. كما تُخطط لإطلاق حملات توعوية تستهدف الزوار لتعزيز مفهوم السياحة المسؤولة، التي تُعدّ ركيزة أساسية في نموذج التشغيل المستقبلي لوجهاتها.  

يمثل هذا الاكتشاف فرصة ذهبية لتعزيز مكانة المملكة كوجهة رائدة في السياحة البيئية، حيث تُظهر البيانات الأولية للمستعمرة قدرتها على استقطاب آلاف الأنواع البحرية، مما يعزز فرص البحث العلمي في مجال الأحياء الدقيقة والكيمياء البحرية. وتتزامن هذه الخطوة مع افتتاح المراحل الأولى من مشروع البحر الأحمر السياحي نهاية 2023، الذي يُعتبر نموذجًا عالميًا للتنمية المتوازنة بين الطموحات الاقتصادية والضرورات البيئية.

عن admin

شاهد أيضاً

أمير منطقة الباحة يدعو إلى تكثيف التوعية المجتمعية لمواجهة ظاهرة غلاء المهور وآثارها السلبية على تماسك الأسرة

وجه أمير منطقة الباحة دعوة عاجلة إلى جميع الجهات المعنية والمشايخ ووسائل الإعلام المحلية للمساهمة …